حصى الكلى

مقدمة:

renal stones with Dr. Jad Alsmadi

تعتبر مشكلة حصى الكلى مشكلة شائعة و منتشرة جداً. حيث أثبتت الدراسات أن حصى الكلى تصيب ما يقرب من 1 من كل 5 ذكور و 1 من كل 10 إناث قبل بلوغ سن 70 عاما. وتزداد الإصابة بحصى الكلى في الأماكن الحارة و الجافة و تزداد مع ازدياد الوزن أو السمنة و التقدم في العمر.

حصى الكلى عبارة عن رواسب ناتجة عن زيادة بعض المواد عن المستوى الطبيعي للذوبان؛ حيث تتكون حصوات الكلى عند وجود مستويات عالية من مواد معينة (الكالسيوم أو الأوكسالات أو السيستين أو حمض اليوريك) في البول. لكن يمكن أن تتشكل حصى الكلى أيضا عندما تكون هذه المواد ضمن المستويات الطبيعية، خاصة إذا كانت الكلى لا تُدِر الكثير من البول (على سبيل المثال، لا تشرب كمية كافية من السوائل). تشكل هذه المواد بلورات صغيرة، والتي تصبح راسخة في الكلى وتزداد تدريجيا في الحجم، وتشكل حصوات الكلى. يمكن أن تبقى الحصوات في الكلى لسنوات أو عقود دون التسبب في أي أعراض أو تلف في الكلى، لكنها اذا وصلت لأحجام كبيرة في الكلية فقد تتسبب بالفشل الكلوي، كما و قد تتصاحب مع اضطرابات العظم مثل ليونة او هشاشة العظام. لكن في الغالب، سوف تتحرك الحصوة في من خلال المسالك البولية وتحاول الخروج من الجسم.

قد تسبب الحصوة الألم إذا نتج عنها انسداد في حوض الكلية أو الحالب وتمنع تدفق البول. لا تمر حصى الكلى الكبيرة دائما من تلقاء نفسها وتتطلب أحيانا إجراء طفيف التوغل لإزالتها.

بعض أنواع حصى الكلى و نسبتها التقريبية بين الناس:

  • أوكسالات الكالسيوم - 70 إلى 80 في المئة
  • فوسفات الكالسيوم - 15 في المئة
  • حمض اليوريك - 8 في المئة
  • السيستين - 1 إلى 2 في المئة
  • ستروفايت - 1 في المئة
  • متفرقات - أقل من 1 في المائة

تكرار تكون حصى الكلى: تعتمد معلات تكرار تكون حصى الكلى على عوامل كثيرة جداً و من هذه العوامل ما يعتمد على الشخص نفسه من طبيعة الأكل و الشرب و منها ما يعتمد على المناخ و الحرارة و منها ما يعتمد على نوع حصى الكلى و نوع العمليات الجراحية التي استخدمت في ازالة الحصوة الأولى. لكن بشكل عام؛ معدل تكرار حصى الكى حوالي 15 في المائة في السنة الأولى، و 35 إلى 40 في المائة خلال 5 سنوات و 50 في المائة خلال 10 سنوات تقريباََ وهو أعلى في الذكور منه في الإناث.

تشخيص حصى الكلى

الأعراض التي قد تدل على وجود حصى الكلى:

  • الألم: قد يحدث الألم في الخاصرة او الجنب عندما تنتقل حصوة من الحوض الكلوي إلى الحالب. لكن الألم من حصى الكلى قد لا يأتي من مرور الحصى أو الرمل في الحالب فقط؛ و قد يكون على شكل ألم غير معروف في البطن أو الظهر أو الحوض.
  • دم في البول أو البيلة الدموية: والتي قد تتصاحب مع وجود الألم من حصى الكلى أو بدون وجود الألم
  • الغثيان والتقيّؤ
  • حرقان مع التبول (عسر البول)
  • الحاجة الفجائية أو المُلِحّة للتبول
  • توقُّف البول و عودته لاإرادياً
  • الحاجة المُلِحَّة للتبول
  • الألم مع خروج البول
  • خروج حصى صغيرة أو رمل مع البول

الفحوصات و التصوير

عند وجود أعراض حصى الكلى أو الإشتباه بوجودها فإن العمل على التشخيص يشتمل على إجراء الفحوصات المخبرية و الصور لتقييم كامل المسالك البولية و ذلك لأن حصى الكلى قد تتحرك من مكانها لتشكل حصوة في الحالب أو حصى المثانة أو حتى حصوة في الإحليل.

الفحوصات المخبرية - يجب أن يخضع جميع المرضى الذين يعانون من حصى الكلى للفحوصات المخبرية الأساسية؛ و التي تشتمل على تقييم وظائف الكلى وتحليل البول لتقييم ما اذا كان هناك بيلة دموية ام لا، بالإضافة لوجود علامات التهابات المسالك البولية من عدم وجودها. و بالإمكان أيضاََ إجراء فحوصات خاصة للتأكد من وجود أسباب لتكرار تكوين الحصى أم لا.

التصوير التشخيصي في حصى الكلى: يجب أن يخضع المرضى الذين يشتبه أن لديهم حصى في الكلية للتصوير؛ على الأقل بالألتراساوند، لتحديد ما إذا كانت حصوات الكلى موجودة أم لا ولتقييم علامات انسداد المسالك البولية من الحصى (على سبيل المثال توسع حوض الكلية) إذا تم الكشف عن حصوة، بالإمكان توقع احتمالية الخروج التلقائي للحصوة و ذلك حسب حجمها وموقعها.

اما عن أحسن صورة في حال الإشتباه بوجود حصى الكلى أو حصى الحالب فهي التصوير الطبقي: حيث يكشف التصوير المقطعي الطبقي للبطن والحوض بشكل موثوق وجود توسع الكلية من عدمه ويوعطي أفضل معلومات عن حصى الكلية أو الحالب من ناحية الحجم و الكثافة و الشكل و العدد في حال وجود أكثر من حصوة.

علاج حصى الكلى

بعد إجراء التصوير التشخيصي لحصى الكلى فإن العلاج يعتمد على عدة عوامل:

العامل الأول: هو وجود ألم شديد ناتج عن الحصى أي المغص الكلوي؛ و اللذي قد يكون شديداََ جداً في حدته. هنا يتم إعطاء المسكنات للسيطرة على الألم و هذه الخطوة الأولى في العلاج.

العامل الثاني: في حال احتمال مرور الحصوة دون تداخل جراحي؛ و هذا يعتمد بشكل أساسي على المعلومات المأخوذة من الصور؛ تحديداً الصورة الطبقية للمسالك البولية. حيث أنّ بعض الحصى الصغيرة جداََ تخرج لوحدها دون الحاجة لإجراء جراحي و لا حتى للأدوية. و بعض حصى الكلى الأكبر حجماً تحتاج للأدوية التي تساعد على خروجها.

العامل الثالث: في حال وجود انسداد من حصى الكلى و توسع في حوض الكلية؛ وقد يكون الانسداد حادا أو مزمنا، جزئيا أو كاملا، وأحادي الجانب أو في الكليتين. تكمن خطورة الإنسداد و توسع حوض الكلية في احتمال حدوث تلف في أنسجة الكلية و اللذي قد يؤدي الى الفشل الكلوي؛ لذلك فإن فتح الإنسداد في، حال وجوده، يعتبر أولوية على علاج حصى الكلى بشكل مباشر. و يتم التعامل مع انسداد الكلية بسبب حصى الكلى إما بإجراء عملية منظار الحالب أو المنظار المرن لتفتيت الحصوة و ازالة الإنسداد. أو عن طريق وضع قسطرة حالبية باستخدام منظار المثانة ثم التعامل مع الحصوة لاحقاََ. و الخيار يعتمد على عدة عوامل منها توفر المعدات الجراحية و منها أيضاََ اذا كانت الحالة مستعجلة فإن وضع قسطرة الحالب (DJ-stent) يعتبر أسرع و يوفر الحماية للكلية لحين إجراء تفتيت للحصى لاحقاً. ولكن هنالك بعض المواقف التي يتم فيها تصريف الكلية عن طريق استخدام بربيش خاص من الظهر وهو قسطرة تصريف الكلية عن طريق الجلد أو ما يعرف بعملية فغر الكلية. (أنبوب فغر الكلية)

رابعاً: العلاج الجراحي في حصى الكلى؛ أهداف العلاج الجراحي في حصى الكلى- يهدف العلاج الجراحي لحصى الكلى لإزالة الحصى و بالتالي تخفيف انزعاج المريض خاصة من الألم، وإزالة الالتهابات ان وجدت، ولإعادة ضعف وظائف الكلى المرتبط بحصوات الكلى أو الحالب الى الوضع الطبيعي إن أمكن. خيارات العلاج الجراحي في حصى الكلى - تتعدد خيارات العلاج الجراحي لحصى الكلى حسب عدد الحصى و موقعها داخل الكلية و حجمها و كثافتها. و من الخيارات الأكثر استخداماََ؛ تفتيت الحصوات بالموجات التصادمية، والتنظير عن طريق الحالب أو المنظار المرن، و تفتيت الحصى عن طريق الجلد أو ما يعرف بعملية بزل حصى الكلية؛ هي الطرق الجراحية الأكثر استخداما للمرضى الذين يحتاجون إلى إزالة حصوات الكلى.

أما عن تفتيت حصى الكلى بالموجات التصادمية - لا يزال تفتيت الحصى بالموجات التصادمية أحد أكثر الإجراءات شيوعا لحصوات الكلى في جميع أنحاء العالم. و يتم استخدام تفتيت حصى الكلى بالموجات التصادمية لعلاج حصوات الكلى الصغيرة والمتوسطة الحجم ولكنها ليست الطريقة المثالية لعلاج الحصوات الكبيرة أو المعقدة أو الحصوات الموجودة في الجيب السفلي للكلية. بالإضافة إلى ذلك، لا ينبغي أن نستخدم تفتيت حصى الكلى بالموجات التصادمية في المرضى الذين يعانون من السمنة، أو الحوامل، أو مع القابلية المرتفعة للنزيف.

و بالنسبة لإستخدام منظار الحالب أو المنظار المرن - فيعتبر هو العلاج الأفضل لغالبية حصوات الحالب خاصة كلما كانت أقرب للمثانة؛ و في حال حصوات الحالب العلوي و حصى الكلى فيعتبر المنظار المرن هو الحل الأحدث و الأفضل من التفتيت الخارجي بالموجات التصادمية. كما و يعتبر إستخدام منظار الحالب؛ في حصى الكلى التي نزلت للحالب، أو المنظار المرن؛ في حصى الكلى، هو الطريقة المفضلة للمرضى الذين يعانون من السمنة، أو مع الحصى ذات الصلابة العالية ،أو الحوامل أو من لديه مشاكل أو أمراض تعرضه للنزيف.

تفتيت الحصى عن طريق الجلد أو ما يعرف بعملية بزل حصى الكلية - يعتبر استخراج حصوات الكلى عن طريق الجلد بشكل عام أكثر فعالية في تنظيف الحصى من تفتيت الحصوات بالموجات التصادمية أو تنظير الحالب و المنظار المرن لمعظم حصى الكلى. ومع ذلك، و نظرا لارتفاع معدل مضاعفاتها مقارنة بتفتيت الحصى بالموجات التصادمية وتنظير الحالب، فإن عملية بزل الكلية عادة ما تستخدم فقط للحصوات الكبيرة أو المعقدة أو عندما لا تنجح محاولات تفتيت الحصوات بالموجات التصادمية و/أو تنظير الحالب و المنظار المرن. و ما زالت هي الطريقة الأمثل لحصى الكلى الكبيرة جداََ أو المتشعبة.

ملخص حصى الكلى

حصى الكلى هي حالة شائعة تصيب الرجال والنساء على حد سواء، ويمكن أن تسبب ألماً شديداً ومشاكل صحية أخرى. تتكون الحصى نتيجة لتركيزات عالية من مواد معينة في البول، وقد تحتاج إلى علاج طبي أو جراحي بناءً على حجمها وموقعها. من المهم التشخيص المبكر والعلاج المناسب لتجنب المضاعفات والحفاظ على صحة الكلى.

مراجع حصى الكلى:

  1. Sorokin I, Mamoulakis C, Miyazawa K, Rodgers A, Talati J, Lotan Y. Epidemiology of stone disease across the world. World J Urol. 2017;35(9):1301-1320. doi:10.1007/s00345-017-2008-6
  2. Monga M, Murphy M, Paranjpe R, Cutone B, Eisner B. Prevalence of Stone Disease and Procedure Trends in the United States. Urology. 2023;176:63-68. doi:10.1016/j.urology.2023.03.040
  3. Zhe M, Hang Z. Nephrolithiasis as a risk factor of chronic kidney disease: a meta-analysis of cohort studies with 4,770,691 participants. Urolithiasis. 2017;45(5):441-448. doi:10.1007/s00240-016-0938-x
  4. Corrales M, Doizi S, Barghouthy Y, Traxer O, Daudon M. Classification of Stones According to Michel Daudon: A Narrative Review. Eur Urol Focus. 2021;7(1):13-21. doi:10.1016/j.euf.2020.11.004
  5. Halbritter J. Genetics of kidney stone disease-Polygenic meets monogenic. Nephrol Ther. 2021;17S:S88-S94. doi:10.1016/j.nephro.2020.02.003
  6. Leusmann DB. Whewellite, weddellite and company: where do all the strange names originate?. BJU Int. 2000;86(4):411-413. doi:10.1046/j.1464-410x.2000.00860.x
  7. Hesse A, Brändle E, Wilbert D, Köhrmann KU, Alken P. Study on the prevalence and incidence of urolithiasis in Germany comparing the years 1979 vs. 2000. Eur Urol. 2003;44(6):709-713. doi:10.1016/s0302-2838(03)00415-9
  8. Strohmaier WL. Course of calcium stone disease without treatment. What can we expect?. Eur Urol. 2000;37(3):339-344. doi:10.1159/000052367
  9. Ferraro PM, Curhan GC, D'Addessi A, Gambaro G. Risk of recurrence of idiopathic calcium kidney stones: analysis of data from the literature. J Nephrol. 2017;30(2):227-233. doi:10.1007/s40620-016-0283-8
  10. Gambaro G, Croppi E, Bushinsky D, et al. The Risk of Chronic Kidney Disease Associated with Urolithiasis and its Urological Treatments: A Review. J Urol. 2017;198(2):268-273. doi:10.1016/j.juro.2016.12.135
  11. Lucato P, Trevisan C, Stubbs B, et al. Nephrolithiasis, bone mineral density, osteoporosis, and fractures: a systematic review and comparative meta-analysis. Osteoporos Int. 2016;27(11):3155-3164. doi:10.1007/s00198-016-3658-8
  12. McGrath TA, Frank RA, Schieda N, et al. Diagnostic accuracy of dual-energy computed tomography (DECT) to differentiate uric acid from non-uric acid calculi: systematic review and meta-analysis. Eur Radiol. 2020;30(5):2791-2801. doi:10.1007/s00330-019-06559-0
  13. Dellabella M, Milanese G, Muzzonigro G. Randomized trial of the efficacy of tamsulosin, nifedipine and phloroglucinol in medical expulsive therapy for distal ureteral calculi. J Urol. 2005;174(1):167-172. doi:10.1097/01.ju.0000161600.54732.86
  14. Liu XJ, Wen JG, Wan YD, Hu BW, Wang QW, Wang Y. Role of silodosin as medical expulsive therapy in ureteral calculi: a meta-analysis of randomized controlled trials. Urolithiasis. 2018;46(2):211-218. doi:10.1007/s00240-017-0974-1
  15. Hsu YP, Hsu CW, Bai CH, Cheng SW, Chen KC, Chen C. Silodosin versus tamsulosin for medical expulsive treatment of ureteral stones: A systematic review and meta-analysis. PLoS One. 2018;13(8):e0203035. Published 2018 Aug 28. doi:10.1371/journal.pone.0203035
  16. Wang H, Man L, Li G, Huang G, Liu N, Wang J. Meta-Analysis of Stenting versus Non-Stenting for the Treatment of Ureteral Stones. PLoS One. 2017;12(1):e0167670. Published 2017 Jan 9. doi:10.1371/journal.pone.0167670
  17. Aboumarzouk OM, Monga M, Kata SG, Traxer O, Somani BK. Flexible ureteroscopy and laser lithotripsy for stones >2 cm: a systematic review and meta-analysis. J Endourol. 2012;26(10):1257-1263. doi:10.1089/end.2012.0217.
  18. Geraghty R, Abourmarzouk O, Rai B, Biyani CS, Rukin NJ, Somani BK. Evidence for Ureterorenoscopy and Laser Fragmentation (URSL) for Large Renal Stones in the Modern Era. Curr Urol Rep. 2015;16(8):54. doi:10.1007/s11934-015-0529-3.
  19. Zeng G, Cai C, Duan X, et al. Mini Percutaneous Nephrolithotomy Is a Noninferior Modality to Standard Percutaneous Nephrolithotomy for the Management of 20-40mm Renal Calculi: A Multicenter Randomized Controlled Trial. Eur Urol. 2021;79(1):114-121. doi:10.1016/j.eururo.2020.09.026.
  20. Ruhayel Y, Tepeler A, Dabestani S, et al. Tract Sizes in Miniaturized Percutaneous Nephrolithotomy: A Systematic Review from the European Association of Urology Urolithiasis Guidelines Panel. Eur Urol. 2017;72(2):220-235. doi:10.1016/j.eururo.2017.01.046.